روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | الستر.. أم التحرر؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > الستر.. أم التحرر؟


  الستر.. أم التحرر؟
     عدد مرات المشاهدة: 3451        عدد مرات الإرسال: 0

تعالت الأصوات مطالبة بتحرير المرأة، والعقلاء لا يفوتهم الهدف الرئيس من تلك الأصوات.

ولكن غالبا ما ينساق بعض الجهال خلف تلك الأبواق دون ترو أو إدراك للعواقب.

وللأسف أصبحنا نقلد الغرب حتى مسخت أفكارنا وأصبحنا صورا ممسوخة منهم . إلا من رحم الله. وفي الأيـام القليلة المـاضية.

قرأت مقـالاً رائعـاً يروى فيه على لسان أمريكي غاية في التحرر يبـدي إعجابـه  بتستر الفتـاة المسلمـة رغـم اختـلاف الديانات والعقائد والتوجهات.

ولـقد أعجبني ما قاله هذا الكاتب وأحببت أن أضعه بين أيدكـم ليرى دعـاة تحـــرّر المـرأة في بلادنــا مـا يقولـه من اكتوى بنار تحرير المرأة والمتاجرة بجسدها وجعلها سلعة بيد الآخرين.

البرقع مقابل البكيني في سوق المرأة الأمريكية:

"البرقع مقابل البكيني في سوق المرأة الأمريكية" عنوان لمقـال سطره د. هنري مـاكوو يبدي من خـلالـه تقديـره للحيـاء كصفـة ملازمـة للفتـاة المسلمة كمـا لا يخفي احترامه للمرأة المسلمة التي تكرس حياتها لأسرتها وإعـداد النشء وتربيتهم.

وعلى الوجه الآخر يبوح بما يضمره من استياء نتيجة الانحطاط القيمي والهيـاج الجنسي الذي تعيشه الفتاة الأمريكية. د. هنري ماكوو- أستاذ جامعي ومخترع لعبة  (scruples)  الشهيرة ومؤلـف وبـاحث متخصص في الشؤون النسويـة والحركات التحررية.

المقال يعكس مدى إعجـاب بعض المنصفين من دعاة التحرير في الـغرب بقيمنا الإسلامية رغم اختلاف الإيديلوجيات والتوجهات. وقد أثار مقال د. هنري ردود أفعال فـي الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض.

صورتان متناقضتان:

يقـول د. هنري في مقـالـه (علـى حـائـط مكتبي صورتـان، الأولى صـورة امرأة مسلمـة تلـبس البـرقع – النقـاب أو الغطـاء أو الحجـاب – وبجانبها صورة متسابقة جمال أمريكية لا تلبس شيئأ سـوى البكيني.

المرأة الأولى تغطت تمـامـاً عن العـامـة والأخرى مكشوفـة تمامـاً) هكـذا كـانت مقدمة المقالة والتي تعتبر مدخـلاً لـعرض نموذجين مختلفين في التوجهـات والسلوكيـات.

 حـرب متعددة الأهداف:

 ويشير الكاتب إلى الدوافع الخفية لحرب الغرب على الأمة العربية والإسلامية موضحاً أنها حرب ذات أبعاد سياسة وثقافية وأخلاقية، إذ إنها تستهدف ثروات ومدخرات الأمة، إضـافـة إلى سلبهـا أثمـن مـا تمـلك: دينهـا، وكنوزها الثقافية والأخلاقية.

وعلى صعيد المرأة فاستبدال البرقع وما يحملـه من قيـم بـالبكيني كنـايـة عـن التعـري والتفسـخ. يقول الكـاتب: (دور المرأة في صميم أي ثقافة، فإلى جانب سرقة نفط العرب فـإن الحـرب في الشـرق الأوسـط إنمـا هي لتجريد العرب مـن دينهم وثقـافتهم واستبـدال البـرقع بـالبكيني).

دفاع عن القيم:

ويمتـدح د.هنري القيم الأخلاقية للحجاب أو البرقع، أو ما يستر المـرأة المسلمـة فيقول (لست خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً مما لا يـدعوني للدفاع عن البرقع هنا.

لكني أدافع عن بعض من القيم التي يمثلها البرقع لي) ويضيـف قـائـلاً (بـالنسبة لـي البرقـع (التستر) يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها.

هم فقط يرونهـا وذلك تأكيد لخصوصيتها). وكأن د.هنري يتفق هنا مع ما ذهبت إليه السيدة عائشة رضي الله عنهـا لما سئلت: أي النسـاء أفضـل؟

قالت (التي لا تعرف عيب المقال ولا تهدي لمكر الرجال، فـارغـة القلب إلا من الزينـة لزوجهـا والإبقاء على رعاية أولادها) أو كما قالت رضي الله عنها.

المسلمة مربية أجيال:

ويشيد الكـاتب بمهمة ورسـالة المسلمـة والمتمثلة في حرصها على بيتها واهتمامها بإعداد النشء الصالح فيقول (تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها، العش، حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم.

هي الصانعة المحلية، هي الجـذر الـذي يُبقـي على الحيـاة، الـروح للعـائلـة.... تـربي وتـدرب أطفالها... تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له).

وماذا عن المرأة الأمريكية؟

بعد الانتهاء من شرح الصـورة الأولى التي علـى مكتبـه وهي صـورة المـرأة المسلمـة ينتقـل د. هنـري إلى الصورة الثـانية فيقول:

(على النقيـض، ملكة الجمـال الأمريكية وهي ترتدي البكينـي فهي تختال عارية تقريباً أمام الملايين على شاشات التلفزة.... وهي ملك للعامة... تسوق جسمهـا إلى المزايـد الأعـلى سعـراً....

هـي تبيـع نفسهـا بـالمـزاد العلني كل يـوم.ويضـيف: (في أمريكـا المقياس الثقـافي لقيمة المرأة هو جاذبيتها، وبهذه المعايير تنخفض قيمتهـا بسرعة... هي تشغـل نفسها وتهلك أعصابها للظهور).

الجنس والعواطف الفارغة:

ينتقد د. هنري فترة المراهقة الشاذة التي تعيشها الفتـاة الأمريكية حيث التعري والجنس والرذيلة فيقول (كمراهقة قدوتهـا هي بريتني سبيرز المطربـة التي تشبه العرايـا.

من شخصيـة بريتنـي تتعلم أنها ستكون محبوبة فقط إذا مارست الجنس. هكذا تتعلم التعلق بالعواطف الفارغة بدلاً من الزواج والحب الحقيقي والصبر).

الفتاة المسترجلة:

ثم يعـرج الكـاتب إلى الآثـار السلبيـة لتـلك الحيـاة المـاجنة التي تعيشهـا الفتــاة الأمريكيـة فيقول (العشرات من الذكور يعرفونها قبل زوجها... تفقد براءتها التي هي جزء من جاذبيتهـا.. تصبح جامدة وماكرة..غير قادرة على الحب).

ويشير إلى أن المرأة في المجتمع الأمريكي تجد نفسها منقادة إلى السلوك الذكـوري مما يجعلهـا امرأة عدوانية مضطربة لا تصلح أن تكون زوجة أو أماً إنما هي فقط للاستمتاع الجنسي وليـس للحب أو التكاثر.

النظام العالمي يكرس العزلة:

وينتقد د. هنري نظام الحياة في العـالم المعاصر حيث التركيز على الانعزالية والانفـراد فيقـول (الأبوة هي قمة التطور البشري، إنهـا مرحلة التخلص من الانغماس في الشهوات حتى نصـبح عباداً لله... تربية وحياة جديدة) ويضيف قائلاً:

(النظام العـالمي الجديد لا يريدنـا أن نصل إلـى هذا المستوى من الـرشد.. حيث يريدوننـا منفردين منعزلين.. جائعين جنسياً ويقدم لنـا الصـور الفـاضحة بديلاً للزواج).

احذروا خدعة تحرير المرأة:

ويكشـف د. هنري زيف ادعـاءات تحرير المـرأة ويصفهـا بالخدعـة القـاسية إذ يقـول (تحـرير المرأة خدعة من خدع النظام العـالمي الجديد، خدعة قـاسية أغوت النساء الأمريكيات وخـربت الحضـارة الغربية).

ويؤكد الكـاتب أن تحرير المرأة يمثل تهديداً للمسلمين فيقول (لقد دمـرت الملايين وتمثل تهديداً كبيراً للمسلمين) .

وأخيراً يقول د. هنري: ( لا أدافع عن البرقع  أو النقاب أو الحجاب ) لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها، بصفة خاصة عندما تهب المرأة نفسها لزوجهـا وعائلتها والتواضع والوقـار يستلزم منى هذه الوقف).

- أليس هذا الكـاتب وأمثـاله أكثر صدقـاً وجرأة وقولاً للحق من الكثير من دعـاة العلمـانية في بلادنا؟!

- ألا يكفي المرأة المسلمة فخراً بأن يشيد بمكـارم أخلاقهـا من ليسوا على دينهـا؟.. فهل من مدكر؟!!

الكاتب: أ. د. محمد حمد خليص الحربي

المصدر: موقع آسية